يسن صوم يوم عاشوراء ويوم قبله . فتكون السنَّة صوم التاسع والعاشر من شهر محرم ، فقد صام النبي صلى الله عليه وسلم العاشر وقال لأن بقيت إلى ق...
يسن صوم يوم عاشوراء ويوم قبله . فتكون السنَّة صوم التاسع والعاشر من شهر محرم ، فقد صام النبي صلى الله عليه وسلم العاشر وقال لأن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ( أي مع العاشر) .
وأما حديث ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود صوموا قبله يوما وبعده يوما " رواه احمد ومافي معناه فهو ضعيف لاتقوم به الحجة .
فقد قال الشوكاني (نيل الاوطار 4/244) رواية أحمد هذه ضعيفة منكرة من طريق داود بن علي عن أبيه عن جده رواها عنه ابن أبي ليلى , انتهى .
قلت : والذي في المسند (1/316) (شاكر 4/21): (2154) قال هشيم أخبرنا ابن أبي ليلى عن داود بن علي عن أبيه عن جده ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود صوموا قبله يوما او بعده يوما "
قال أحمد شاكر : قوله " صوموا قبله " في (نسخة) ح "وصوموا" والواو ليست في ك ولا المنتقى ولا الزوائد فحذفناها انتهى .
وعند البيهقي (4/287) من طريق ابن أبي ليلى عن داود بن علي عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" لأن بقيت لآمرن بصيام يوم قبله أو يوم بعده يوم عاشورا " .
وهو في تلخيص الحبير (2/213) ومن طريق هشيم أنبأنا ابن ابي ليلى عن داود بن علي عن أبيه عن جده ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود صوموا قبله يوما او بعده يوما " هذا لفظ حديث المقري وفي رواية ابن عبدان " صوموا قبله يوما وبعده يوما " وبمعناه رواه ابن عبدان "صوموا قبله يوما وبعده يوما " وبمعناه رواه ابن شهاب عن ابن ابي ليلى قبله وبعده انتهى .
وفي الميزان (3/616) في ترجمة ابن ابي ليلى : قال ابن حبان كان رديء الحفظ فاحش الخطأ فكثرت المناكير في حديثه .
وقال عنه احمد: مضطرب الحديث وقال شعبة مارأيت اسوأ من حفظه (ت)
وفي حجاب المرأة المسلمة ( ص89 هامش) عن ابن عباس موقوفا :" صوموا التاسع والعاشر خالفوا اليهود " اخرجه البيهقي واسناده على شرط الشيخين وكذلك سعيد بن منصور وقد روي نحوه مرفوعا بسند ضعيف (ت)
وفي النيل ( 4/245) قال (اي النووي) وذهب جماهير العلماء من السلف والخلف ان عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم ممن قال بذلك سعيد بن المسيب والحسن البصري ومالك واحمد واسحق وخلائق قال وهذا ظاهر الاحاديث ومقتضى اللفظ انتهى
قلت : وعاشوراء كان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه في مكه تطوعا كما أخبرت عائشة رضي الله عنها كما في الصحيحين وعندما قدم المدينة وجد اليهود يصومونه أي أخبر بذلك فإنهم كانوا يصوموه على حساب الأهله وإن كانوا يعتمدون في سائر أعيادهم على النجوم . يدل على ذلك مارواه الطبراني في الكبير عن زيد بن ثابت عن ابيه . ثم فرض صومه في السنة الثانية لأنه صلى الله عليه وسلم قدم في ربيع الاول ثم نسخ الفرض في نفس السنة بصيام رمضان وبقي صومه مندوبا وقبل أن يقبض بعام قيل له في مخالفة اليهود فقال لأن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ( راجع الفتح 4/310) .
وبهذا تجتمع الأحاديث التي ظاهرها التعارض في هذا الباب الذي اضطربت فيه الأفهام !
أما ما يتعلق بصيام السبت وماجاء في النهي عن صومه فقد صادف عاشوراء السبت في هذا العام , فخلاصة القول في هذا الباب أن النهي جاء عن تخصيص السبت بالصيام كما رجح ذلك شيخ الإسلام فيكون بذلك الصوم مستحب ولو صادف السبت ومن ترك الصيام من أجل النهي فلم يصب والله أعلم . 
